Aptitude and Achievement Test

مقال منظم وشامل حول اختباري القدرات والتحصيلي في المملكة العربية السعودية”

اختبار القدرات والتحصيلي: المفتاح الذهبي لبوابة الجامعة

مقدمة:

في رحلة الالتحاق بالتعليم الجامعي في المملكة العربية السعودية، يقف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية أمام محطتين محوريتين تحددان مسارهم الأكاديمي المستقبلي: اختبار القدرات العامة واختبار التحصيلي.
ليسا مجرد امتحانين روتينيين، بل هما معياران موضوعيان لقياس استعداد الطالب الفكري وقاعدة معارفه، مما يضمن تكافؤ الفرص ووضع الطالب المناسب في التخصص المناسب.
تعد الفهم العميق لطبيعتهما وأهميتهما واستراتيجيات اجتيازهما هو أول خطوة على طريق النجاح.

أولاً: اختبار القدرات العامة (القياس)

1- المفهوم والهدف:
اختبار القدرات هو مقياس موحد لجميع خريجي المرحلة الثانوية. لا يعتمد على حفظ المعلومات بل على
” قياس القدرات التحليلية والاستدلالية” لدى الطالب.
فهو يركز على:
” القدرة على فهم المقروء.
” القدرة على إدراك العلاقات المنطقية.**
” القدرة على حل المسائل باستخدام المفاهيم الرياضية الأساسية.
” القدرة على الاستنتاج والقياس.
” القدرة على إدراك الشكل وعلاقته بالفراغ.

باختصار، هو اختبار لمدى جاهزية عقل الطالب للتعلم، بغض النظر عن التخصص الأدبي أو العلمي.

2: المكونات والهيكلة:
ينقسم الاختبار إلى قسمين رئيسيين:

القسم الكمي:
ويشمل أسئلة رياضية من نوع: (المقارنات، الأسئلة الهندسية، الاستنتاج من الرسوم البيانية، المسائل الحسابية، والتفكير الجبري). وتكون الأسئلة ضمن معلومات المرحلة الثانوية العامة.
Verbal section:
ويشمل أسئلة من نوع: (التناظر اللفظي، إكمال الجمل، الخطأ السياقي، استيعاب المقروء، والاستدلال).

note:

تختلف ترجمة الدرجة بين القسمين (العلمي والأدبي) لترجح كفة القسم المناسب للتخصص.

ثانياً: الاختبار التحصيلي

1- المفهوم والهدف:
بينما يقيس اختبار القدرات “قابلية التعلم”، فإن الاختبار التحصيلي يقيس “المعرفة المكتسبة” بالفعل.
فهو يركز على قياس مدى استيعاب الطالب للمواد العلمية (أو الأدبية) التي درسها فعلياً في المرحلة الثانوية. هدفه الرئيسي هو تقييم التحصيل الأكاديمي للطالب في مواد تخصصه.

2- المكونات والهيكلة:
ينقسم إلى نوعين:
1- التحصيلي العلمي: يغطي مواد (الأحياء، الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات) للمرحلة الثانوية (الصفوف الأول والثاني والثالث الثانوي)، مع تركيز أكبر على صفوف الثالث الثانوي.
2- التحصيلي الأدبي: يتركز على مواد (التاريخ، الجغرافيا، الحديث والثقافة الإسلامية، النحو والأدب، البلاغة والنقد) ويقيس مهارات الفهم والتطبيق فيها.

ثالثاً: الفروقات الجوهرية بين الاختبارين

| المعيار | اختبار القدرات | الاختبار التحصيلي |

الهدف قياس القدرة على التفكير والتحليل والاستدلال وقياس مدى استيعاب واتقان المعلومات الدراسية.
|المحتوى| لا يعتمد على مناهج محددة، بل على مهارات مكتسبة و يعتمد مباشرة على مناهج المرحلة الثانوية

| طبيعة الأسئلة | أسئلة نظرية وتطبيقية لقياس المنطق | أسئلة تقيس الفهم والتذكر والتطبيق للمعارف

| طريقة التحضير | يحتاج إلى تدريب على أنماط الأسئلة ورفع كفاءة التفكير | يحتاج إلى مراجعة المناهج الدراسية وحفظ المفاهيم |

رابعاً: استراتيجيات النجاح والإعداد المتميز

1- الإعداد المبكر:
لا مكان للتسرع. البدء بالتحضير قبل موعد الاختبار بفترة كافية (3-6 أشهر) هو أساس النجاح. يقسم الوقت بين المراجعة والتدريب على الأسئلة.

2- فهم طبيعة الأسئلة:
التدريب على نماذج الاختبارات السابقة هو أقصر طريق للتعرف على نمط الأسئلة وصيغتها وإدارة الوقت بشكل فعال. المركز الوطني للقياس يوفر نماذج مجانية ممتازة.

3- تنمية المهارات الأساسية:
للقدرات:
القراءة السريعة: لتحسين استيعاب المقروء.
المنطق: حل الألغاز وألعاب التفكير لتنشيط العقل.
مهارات الحساب الذهني: لتوفير الوقت في القسم الكمي.
للتحصيلي:
# الفهم بدلاً من الحفظ: فهم المبادئ العلمية أفضل من حفظ المعادلات.
# خرائط المفاهيم: لربط المعلومات وتسهيل استرجاعها.

حل تمارين الكتاب المدرسي: فهي المصدر الأساسي للاختبار.

4- إدارة وقت الاختبار:

  • اقرأ السؤال بعناية.
  • لا تتوقف طويلاً عند سؤال صعب؛ تخطه وعد إليه لاحقاً.
  • خصص وقتاً مرنة لمراجعة الإجابات.

5- الصحة النفسية والجسدية:

  • نم جيداً ليلة الاختبار.
  • تناول وجبة خفيفة وصحية قبل الذهاب.
  • ادخل إلى قاعة الاختبار بهدوء وثقة. خامساً: أهمية الاختبارين في القبول الجامعي

تتبنى معظم الجامعات السعودية نظاماً مرناً للقبول يعتمد على:
” درجة الثانوية العامة.
” درجة اختبار القدرات.
” درجة الاختبار التحصيلي.

وتختلف أوزان هذه النسب (نسبة الثانوية + نسبة القدرات + نسبة التحصيلي) من جامعة إلى أخرى ومن تخصص إلى آخر. فالتخصصات العلمية قد تزيد من وزن الاختبار التحصيلي، بينما التخصصات الإنسانية قد تركز أكثر على اختبار القدرات. لذلك، يجب على الطالب الاطلاع على شروط القبول في الجامعة والتخصص الذي يريده.

خاتمة:

اختبارا القدرات والتحصيلي ليسا عقبة، بل هما “جسر العبور نحو المستقبل”. و فرصة حقيقية للطالب المتميز لإثبات جدارته، وللطالب المجتهد لتعويض أي قصور في نتائج الثانوية العامة. بالجدية في الإعداد، والاستراتيجية في الأداء، والثقة بالنفس، يمكن تحويل هذين الاختبارين من مصدر قلق إلى قصة نجاح تُكتب بإرادة وطموح كل طالب وطالبة.

اترك تعليقاً

Your email address will not be published. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *